مفهوم دورة التعلم: Learning Cycle:
عرفت دورة التعلم بأنها نموذج تدريسي شامل يمكن استخدامه في تقديم مواد المنهج، وهذا النموذج يقسم التعليم الى ثلاث مراحل هي مرحلة الاستشكاف ومرحلة تقديم المفهوم ومرحلة تطبيق المفهوم.
وايضاً عرفت بأنها، طريقة تصميم مناهج، كما انها طريقة تدريس، ومن الممكن ان تزودنا بفرص لتشخيص العناصر الجيدة اذا كانت موجودة.
وينظر (Martin) الى دورة التعلم بانها، طريقة لتخطيط الدروس وتعليمها وتعلمها ولتطوير المناهج.
وعرفت ايضاً بانها طريقة تعليم، كما انها طريقة تصميم مناهج وتتكون من ثلاث مراحل هي جمع البيانات واستخلاص المفهوم وتطبيق المفهوم.
وعرفت ايضاً بانها احد اساليب التدريس التي تؤكد على التفاعل بين المدرس وطلابه في اثناء الموقف التعليمي وتسير وفق خطوات معينة.
ولهذا فان دورة التعلم تشير الى انها طريقة لتعليم العلوم او اسلوب من اساليب تصميم مناهج العلوم تتضمن مجموعة من الخطوات والفعاليات يقوم بها المتعلمين وفق كل مرحلة من مراحل دورة التعلم.
تتألف دورة التعلم بالاصل من ثلاث مراحل متتابعة، ثم اشتقت منها نماذج اخرى او العديد من اصدارات (E)، مثل انموذج دورة التعلم ذي اربع مراحل (4ES) وانموذج دورة التعلم ذي خمس مراحل (5ES) وانموذج دورة التعلم ذي سبع مراحل (7ES) وغيرها، وسيقتصر الحديث على دورة التعلم ذي ثلاث المراحل (3ES) ودورة التعلم ذي خمس مراحل (5ES).
انموذج دورة التعلم ذي ثلاث المراحل(Three phases)Learning Cycle Model
يلخص (Lawson) ان دورة التعلم قد بينت في الاصل على ثلاثة مراحل من قبل (Robert Karplus, 1959) وهي مرحلة استكشاف المفهوم (Concept Exploration)، ومرحلة الابتكار (Invention)، ثم مرحلة الاكتشاف(Discovery) ثم اعيد النظر في تسمية هذه المراحل، حيث سميت المرحلة الثانية بمرحلة تقديم المفهوم concept Introduction، كما سميت المرحلة الثالثة بتطبيق المفهوم (Implementation)، ثم سميت (Applictation)، اما جون رينر (John Renner) وادموند ماريك (Edmund Marek) فقد اجريا تحسينات عليها وسميا المرحلة الثالثة بتوسيع الفكرة (Expansion of the idea) ان دراسة جان بياجيه للتطور المعرفي عند الاطفال، ساعدت في بناء المرحلتين الاوليتين من دورة التعلم وهما مرحلتا الاستكشاف وتقديم المفهوم، حيث تنشأ الانشطة العقلية في هاتين المرحلتين من ما اسماه بياجيه التمثيل والمواءمة. حيث صور العقل خازناً للملفات (مخططات)، وعندما يواجه بمعلومات جديدة، يأخذها ويضعها في ملف (File) جديد، وعندما يجابه بمعلومات تنسجم مع معلومات سابقة لديه، عندها يوضع في الملف المخصص لذلك، وهذا مثال على عملية الاستيعاب (الفهم)، اي ان العقل يضيف معلومات جديدة لمعلومات سابقة. ولكن عندما يواجه بمعلومة معينة ولايجد ملفاً لمعلومات سابقة تشبه المعلومة الجديدة، عندها تحدث حالة فقدان الاتزان، فأما ان يكون ملفاً جديداً ليستعيد الفرد اتزانه، او يضيف او يحذف من معلوماته السابقة الموجودة في ملف معين لكي ترتبط المعلومات الجديدة مع السابقة وتندمج في بنيته المعرفية فيحصل الاتزان المعرفي ايضاً.
لقد اكد (Gange)، التأثير الايجابي لاستخدام انموذج دورة التعلم ذي ثلاث المراحل كأنمذوج تدريسي في العلوم داخل غرفة الصف، انه يؤدي الى استخدام الطلبة لعملياتهم العقلية لاكتساب المفهوم وحل المشاكل العملية وتمكينهم من بناء المفاهيم وتطوير ممارسة المهارات العملية، كما اثبتت فعاليتها في زيادة التحصيل وتصحيح فهم الطلبة للمفاهيم المسبقة.
اضافة الى قدرة استخدام انموذج دورة التعلم ذي ثلاث مراحل على تنمية المهارات الضرورية للطالب، كما يزوده بالفرصة ليجرب (يستكشف) المفهوم في المختبر قبل ان يزود بالتعريف النظري، وهذا يسمح بمدة موازنة (Equilibrium)، حيث يناقش الطلبة في مرحلة الابتكار المفاهيمي البيانات مع نظرائهم ومع المدرس، ويحاولون استعادة الموازنة.
ان انموذج دورة التعلم ذي ثلاث المراحل يقوم على اشغال الطلبة في تعلم ذي مغزى، خلال زجهم في انشطة متنوعة قائمة على الاستقصاء، ومن الجدير بالذكر ان الانشظة المختبرية المصممة حسب الانموذج المذكور تختلف عن انشطة مختبرات الاثبات حيث ان الاولى تتصف بـ:
1. قيام الطلبة بتصميم تجاربهم الخاصة بانفسهم وبتوجيه من مدرسيهم.
2. قيام الطلبة بتوضيح اسباب حدوث الاشياء والظواهر.
3. استخدام الطلبة الادلة والبراهين لدعم استنتاجاتهم.
4. تقديم الطلبة الاقتراحات اللازمة لتوضيح ملاحظاتهم للظواهر.
ولا يقتصر الانموذج ذي ثلاث المراحل على تنمية الجانب المعرفي والمهاري للطلبة، بل انه فعلا ايضاً في تنمية الجانب الوجداني وتحسين اتجاهات الطلبة وتنمية مهارات التفكير العلمي مقارنة بطريقة التدريس الاعتيادية
وصف تفصيلي لمراحل انموذج دورة التعلم ذي ثلاث المراحل:
1. المرحلة الاولى: مرحلة الاستكشاف(Exploration Phase):
يزود الطلبة في هذه المرحلة بمواد وادوات لجمع بيانات متعلقة بالمفهوم المدروس، وخلال تعرضهم لخبرات حسية حركية مباشرة وتجارب مختبرية يستخدمون فيها تلك المواد والادوات ليتوصلوا الى اكتشاف المفهوم بانفسهم، وبهذا مثل هذه الانشطة استقصاءاً تعاونياً يتمركز حول الطلبة، يستخدم فيها الطلبة العمليات العلمية كالملاحظة والقياس والتصنيف والتفسير والتنبؤ وفرض الفرضيات. اما دور المدرس في هذه المرحلة فيتقصر على توزيع الطلبة في مجموعات عمل، ثم اعطاء توجيهات في حدود معينة، لا يذكر فيها ما يجب ان يعرفه الطلبة عن المواد المستخدمة ولا يشرح او يوضح لهم المفهوم قيد الدراسة، ولكنه يوجه الانشطة ويطرح اسئلة تتعلق بالخطوات الاجرائية، ويقترح تعديلات مناسبة ليواصلوا عملية الاستكشاف. وقد تكون هذه الارشادات في صورة "دليل الطلبة" يوزعه على مجموعات العمل، او تكتب على السبورة، او يميلها المدرس على الطلبة او تذكر شفوياً. وغالباً ما تصمم الارشادات بشكل تولد تناقضات بين توقعات الطلبة وما يتوصلون اليه من بيانات، وتلك التناقضات تقودهم الى تساؤلات مثل: لماذا حدث ذلك؟ ولماذا هكذا؟ ان هذه التساؤلات تعد دليلاً على وصول الطلبة لحالة فقدان الاتزان المعرفي التي تقابل التمثيل عند بياجيه.
عند التخطيط لهذه المرحلة يجب ان يسأل المدرس نفسه:
- ماذا اريد من الطلبة ان يتعلموا؟
- ما المفاهيم التي سيتم اكتشافها من قبل الطلبة؟
- ما الانشطة التي يجيب ان يقوم بها الطلبة ليجمعوا البيانات اللازمة لاستكشاف المفهوم؟
- ما الارشادات او التوجيهات التي سيحتاجها الطلبة في مرحلة استكشاف المفهوم؟
. المرحلة الثانية: مرحلة تقديم المفهوم (Concept Introduction Phase)
او تسمى مرحلة ابتكار المفهوم (The Concept Invention Phase) تتوافق هذه المرحلة مع التواؤم في انموذج بياجيه العقلي، يتم فيها تشكيل مفهوم جديد بالنسبة للطلبة ويتم ربطه بمفاهيم ذات علاقة تم فهمها مسبقاً، ويستخدم الطلبة خبرات استكتشافاتهم الاولية ليبنوا معناً علمياً بمساعدة المدرس. اما دور المدرس فيها فهو جمع "دليل الطلبة" الذي وزعه على مجموعات العمل، او يقوم بدلاً من ذلك بكتابة البيانات التي جمعت من قبل الطلبة على السبورة، ثم يقود نقاشاً ليوصل الطلبة الى ابتكار المفهوم قيد الدراسة بأنفسهم والذين جمعوا البيانات حوله، ويتم توجيه الطلبة ليفسروا معلوماتهم، وهكذا يتم ابتكار او بناء المفهوم او المفاهيم العلمية، حيث يتم في هذه المرحلة تشكيل مفهوم جديد يرتبط بمفاهيم ذات علاقة تم فهمها مسبقاً. وعندما ينمي الطلبة فهمهم للمفهوم يقدم لهم المدرس المصطلح العلمي للمفهوم او يعطي الصياغة العلمية المناسبة فقط دون ان يشرح لهم المفهوم، وعليه فان هذه المرحلة تتمركز حول المدرس وتكون اقل تمركزاً حول الطلبة ويمكن ان يستخدم المدرس الكتب الدراسية، ومساعدات سمعية بصرية، ومواد مكتوبة اخر لتنمية المفاهيم وعند التخطيط لهذه المرحلة يسأل المدرس نفسه الاسئلة الاتية:
- ما المعلومات او الاستشكافات المتوقعة من قبل الطلبة؟
- كيف تلخص استكشافات الطلبة في مرحلة الاستشكاف؟
- كيف استطيع ان استعمل استكشافات الطلبة حتى اذا كانوا غير دقيقين؟
- ما المصلطح او عبارة المفهوم المناسبة التي تقدم الطلبة؟
- ما الاسباب الممكن اعطاؤها اذا سال الطلبة عن اهمية المفهوم؟
وهذا السؤال الاخير يقود ألياً للمرحلة الاتية.
. المرحلة الثالثة: مرحلة تطبيق المفهوم (Concept Application Phase):
او تسمى: مرحلة توسيع الفكرة (The Expansion of idea phase) ان الغرض من هذه المرحلة هو مساعدة الطلبة على تنظيم تفكيرهم بتطيبق المفهوم قيد الدراسة في تجارب ومواقف جديدة ومساعدتهم علىتوسيع افكارهم، من المهم جداً ان يستعمل المفهوم خلال مرحلة توسيع الفكرة.
ان السلوك الذي يحدث خلال هذه المرحلة يشبه السلوك التعليمي في مرحلة الاستكشاف، حيث ينشغل الطلبة في نشاط كما في المرحلة الاولى، ويستعملون ما تعلموه في المرحلتين الاوليتين لحل حالة او مشكلة جديدة كما ان هذه المرحلة تزود الطلبة بفرصة لفهم الظواهر اخرى تتعلق بالمفهوم الجديد، وبهذه الطريقة يتم تحسين فهم المفهوم.
اما مهمة المدرس فهي ان يساعد الطلبة على تنظيم تفكيرهم بوساطة ربط ما قد تعلموه بافكار او تجارب اخر ذات علاقة بالمفهوم المكون. ومن المهم جداً استعمال لغة المفهوم اثناء هذه المرحلة لاضافة عمق لمعنى المفهوم وتوسيع مفردات الطلبة، كما على المدرس ان يشجع الطلبة لاستخدام مصطلح المفهوم عندما ينظمون المفهوم الملائم الحديث مع المفاهيم الاخر لديهم، علماً ان هذه المرحلة تتوافق مع عملية التنظيم في انموذج بياجيه العقلي .
يختار المدرس احدى الانشطة الاتية لتطبيق المفهوم:
1. توجه الطلبة لاجراء تجارب مختبرية اضافية.
2. تنفيذ عرض عملي بواسطة مساعدات سمعية بصرية.
3. توجيه الطلبة لقراءة (مطالعة) موضوع او نص معين.
4. اعطاؤهم واجباً منزلياً.
اي بتعيبر اخر يطبق المفهوم المبني حديثاً في تجارب تعزيزية، او ملاحظة، او تفسير، او توقع، او قياس، او بناء نماذج.
وعند التخطيط لهذه المرحلة يساعد المدرس الطلبة ويسال نفسه هذه الاسئلة:
- ما خبرات الطلبة السابقة ذات العلاقة بالمفهوم؟
- كيف استطيع ان اربط المفهوم الجديد بهذه الخبرات؟
- كيف استطيع ان اشجع الطلبة ليعطوا امثلة حول اهمية المفهوم؟
- ما المفهوم التالي ذو العلاقة بالمفهوم الحاضر؟
- كيف استطيع ان احفز الطلبة على استكشاف المفهوم الاتي؟
ان مرحلة التوسيع تقود الياً لمرحلة الاستكشاف للدرس القادم
